قصص اطفال قبل النوم

قصص اطفال قبل النوم

يحب الأطفال الاستماع إلى القصص الجميلة قبل النوم، وهي تتميز بكونها نوعاً من الأدب الفني، الذي يُستوحى من الواقع أو الخيال. تُعدّ هذه القصص وسيلة تعليمية وتربوية ممتعة للأطفال، إذ تغرس فيهم قيمًا أخلاقية وتعليمية، وتوسع آفاقهم الفكرية، وتزيد من قدرتهم على التخيل والتصور. في هذا المقال، سنستعرض بعض القصص الجميلة والممتعة للأطفال.

كان هناك ذات مرة حطاب يعمل بجد في الغابة ليجمع الخشب ويبيعه مقابل بعض الطعام. بينما كان يقطع إحدى الأشجار، سقط فأسه بالخطأ في النهر. كان النهر عميقًا وسريع الجريان، ففقد الحطاب فأسه ولم يستطع العثور عليه مرة أخرى. جلس على ضفة النهر وبكى. وبينما كان يبكي، ظهر له شخص غريب من النهر وقال له: “أنا حارس النهر”. سأله الحارس عما حدث، فقص عليه الحطاب قصته وسقوط الفأس.

عرض حارس النهر مساعدته في البحث عن الفأس. غاص الحارس في الماء وعاد بفأس ذهبي، لكن الحطاب قال: “هذا ليس لي”. اختفى الحارس مرة أخرى وعاد بفأس فضي، لكن الحطاب قال: “هذا ليس ملكي أيضًا”. غاص الحارس مرة أخرى في الماء وعاد بفأس حديدي، فابتسم الحطاب وقال: “هذا ملكي”.

أعجب الحارس بصدق الحطاب وأهداه الفؤوس الذهبية والفضية مع فأسه الحديدي.

في صباح مشرق، كان الإبريق الحديدي يستمتع بمنظر السماء الزرقاء والشمس الدافئة من نافذة المطبخ. شعر بالسعادة والنشاط، لكنه لاحظ صديقه الإبريق الفخاري يغط في نوم عميق في زاوية المطبخ. قرر أن يشاركه هذا الطقس الجميل، وبدأ حوارًا سيغير علاقتهما ويعلمهما درسًا قيمًا عن حدود التحمل والتعاون.

الإبريق الحديدي: “صباح الخير! انظر إلى السماء الزرقاء والشمس المشرقة. يا له من طقس جميل خارج المطبخ.”

الإبريق الفخاري (وهو يستيقظ): “صباح الخير. نعم، إنه طقس جميل، لكن لا يمكنني التمتع به.”

الإبريق الحديدي: “وما الذي يمنعك؟ ما رأيك لو نخرج في نزهة صغيرة؟”

الإبريق الفخاري: “لا يمكنني فعل ذلك. إن بدني من فخار، وقد أصطدم بشيء فأكسر وينتهي أمري. أما أنت فجسمك من حديد، ولن يضرك أن تصطدم بالأشياء.”

الإبريق الحديدي (يفكر قليلاً): “سوف أسير قربك وكلما اقترب منك شيء، وضعت نفسي بينك وبينه فصرت لك درعًا يحميك من الصدمات.”

الإبريق الفخاري (بإعجاب): “فكرة رائعة! لنخرج سويًا إذًا.”

(بدأ الرفيقان يمشيان جنبًا إلى جنب)

الإبريق الفخاري: “أشعر بالأمان بجانبك.”

(فجأة، يرتطم الإبريقان ببعضهما)

الإبريق الفخاري: “آه! لقد تصدعت! الآن أصبحت غير صالح للطبخ.”

الإبريق الحديدي (بندم): “آسف جدًا، لم أقصد أن أؤذيك. لقد تعلمت درسًا قيمًا، يجب ألا أحمّل الآخرين ما لا يطيقون.”

تجول فيل وحيد في الغابة بحثًا عن أصدقاء. صادف قردًا وسأله “هل ستكون صديقي ، أيها القرد؟” فأجاب “أنت كبير جدًا ولا يمكنك التأرجح على الأشجار مثلي. لذلك لا يمكنني أن أكون صديقك”. ثم مضى الفيل في طريقه وصادف أرنبًا فسأله إن كان يوافق أن يكون صديقا له. فأجاب الأرنب “أنت أكبر من أن تتسع داخل جحر. لا يمكنك أن تكون صديقي”.

ثم التقى الفيل بضفدع وسأله إن كان يقبل بأن يكون صديقه. فقال الضفدع “أنت كبير جدًا وثقيل. لا يمكنك القفز مثلي. أنا آسف، لكن لايمكنك أن تكون صديقي”. ثم سأل الفيل ثعلبًا، وحصل على نفس الرد ، أنه كبيرًا جدًا. وفي اليوم التالي ، كانت جميع الحيوانات في الغابة تجري في خوف شديد. أوقف الفيل دبًا وسأل عما يحدث فقال له أن نمرًا يهاجم جميع الحيوانات.

أراد الفيل إنقاذ الحيوانات الضعيفة الأخرى وذهب إلى النمر وقال له”أرجوك يا سيدي ، أترك أصدقائي وشأنهم. لا تأكلهم”. لم يستمع النمر وطلب من الفيل أن يهتم بشؤونه الخاصة. و نظرًا لعدم وجود طريقة أخرى لحل المشكلة، هدد الفيل النمر بركله بعيدا ان لم يترك أصدقائه، فهرب النمر و ترك الحيوانات.

وبعدما شاهدت جميع الحيوانات كيفية إنقاذ الفيل لحياتهم، وافقت الحيوانات في انسجام تام على أن يكون صديقا له جميعا وقالوا له “أنت حقا بالحجم المناسب لتكون صديقنا”. وتعلموا أن الأصدقاء يأتون بكل الأشكال والأحجام.

و من هذ القصة نتعلم يا أحباب أن نصاحب الناس على أخلاقهم وليس على أشكالهم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الله لاينظر إلى صوركم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”

في قديم الزمان كان هناك مزارعٌ يملكُ بستانا من أشجار البرتقال. وكان لديه ولدان شابان قويان. ولكنهما كانا كسولين. فكانا لا يساعدانه في شيء. أما الاعتناء بالبستان فيقع كله على كاهله. وكان كلما طلب منهما طلبا، اختلقا عذرا حتى يتملصا من العمل. قال لها الأب : تعالا وساعدان في خدمة البستان. قال أحد الولدين : لقد تذكرت. إن لدي موعدا في المدينة. وقال الآخر : إن يدي تؤلمني يا أبي ولا يمكنني مساعدتك. كان المزارع دائم الشعور بالحزن بسبب تصرفات ابنيه الطائشة. وكان يبحث دون كلل عن طريقة حتى يعيدهما إلى الجادّة.

وبمرور الزمن، أجبر مرضٌ الابَ ملازمة الفراش لفترة طويلة حتى اعتقد أن الموت على الأبواب. أما الولدان فبقيا كسولين رغم مرض ابيهما وعدم وجود من يعتني بالبستان. ولما اشتد المرض بالمزارع، استدعى ولديه وقال لهما: – هل تعلمان أن بالبستان كنزا مدفونا؟ – لا يا أبي، لم تخبرنا عن هذا الأمرِ من قبل. – وأين يقع هذا الكنز؟ فالبستان شاسع كما تعلم. – لقد دفن أبي قبل موته كنزا عظيما وسط البستان. ولا أتذكر موقعه. إياكما أن تبيعا الأرض بعد موتي فتخسران الكنز. – نعدك يا ابي ان لا نبيع البستان قبل أن نستخرج الكنز منه.

وعند الفجر ولأول مرة في حياتهما استيقظ الولدان باكرا وأخذا يعزقان الأرض ويقلبان تربتها طولا وعرضا بحث عن الكنز المزعوم. وبقيا على هذه الحال حتى موسم جني البرتقال. وبفضل عملهما الدؤوب والغير مقصود أثمرت أشجار البرتقال وأعطت محصولا ضخما من الفاكهة اللذيذة الممتازة. قام الشابان بجني البرتقال وبيعه مقابل بمبلغ كبير من المال. عندها تفطنا إلى أن كنز البستان لم يكن إلا العمل. فكلما عملت بجد وإتقان جنيت الربح الوفير.

كان يا مكان، كانت هناك بطة تعيش مع صغارها في بحيرة صافية وجميلة، كانوا يعيشون في جو هادئ و جميل. ولكن البطة الصغيرة كانت مختلفة عن أخواتها، حيث كانت لا تحب اللعب معهم كانت تشعر أنها مختلفة عنهم.

وفي يوم قررت الرحيل عنهم لتعيش لوحدها. فمرت بجوار عائلة من الأرانب، فقررت العيش معهم. ولكن لم تكن سعيدة وشعرت أنها لا تنتمي اليهم فقررت ان تبحث عن عائلة أخرى. فمرت بحظيرة فيها دجاج فذهبت لكي تعيش معهم. ولكن الدجاج لم يرحب بها، فشعرت بالحزن. فقررت أن تعود للمنزل لكي تعيش مع أمها وأخواتها، لانها تنتمي اليهم. وعاشت معهم في حب وحنان.

يحكى أنه كان هناك ولد يافع يبيع اللبن منذ صغره بسبب مرض أبيه. وكان هذا الولد يغش اللبن بالماء وقد نصحه والداه مرارا بعدم الغش، لكنه كان دائما يتجاهل نصيحة والديه. و ذات مرة مرض ذلك الولد، فذهبت أمه لتشتري له الدواء. وبعد أن تناول الدواء ازداد مرضه بشدة. ذهبت أمه لبائع دواء آخر وعلمت منه أن ذلك الدواء كان مغشوشا، فعادت الأم بالدواء الجديد.

وبعدما شُفِي الولد، جلس معه أبواه و بيّنا له كيف كان أثر الغش في زيادة مرضه الذي كاد أن يودي بحياته، وأن تقوى الله ودعائه هما الطريق الأفضل لزيادة الرزق. عندها شعر الولد بالندم على غشه اللبن بالماء طوال الفترة الماضية، و تعهد لأبويه ألا يغش ثانية. ومع مرور الأيام كانت النتيجة أن بارك الله له في رزقه وشُفِي أباه من مرضه المزمن.

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “من غشنا فليس منا”

عاش في أحد الأيام مزارع كسول لم يكن يحبّ العمل في الحقول ولا يستمتع به. حيث كان يقضي أيّامه مستلقيًا تحت ظلّ شجرة كبيرة. و في أحد الأيام و بينما كان مسترخيًا تحت الشجرة، رأى ثعلبًا يطارد أرنبًا. وفجأة سمع صوت اصطدام قوّي. لقد اصطدم الأرنب بجذع الشجرة وأصيب بدوار شديد ولم يستطع الهروب. أخذ المزارع في الحال الأرنب قبل موته وهو يترنح، تاركًا الثعلب مغتاظا، وذهب إلى منزله. وقام بذبح الأرنب وأعدّ منه عشاءً لذيذًا، وفي اليوم التالي باع فروه في السوق.

فكّرفي حينها مع نفسه: “لو استطعتُ الحصول على أرنب هكذا كلّ يوم، فلن أضطرّ للعمل مجدّدًا في الحقل”
وهكذا، ذهب المزارع في اليوم التالي إلى نفس الشجرة واستلقى تحتها منتظرًا ارتطام أرنبٍ آخر. خلال يومه رأى عدّة أرانب بالفعل، لكنّ لم يرتطم أيًّا منها بأيّ شجرة، ذلك لأنه ما حدث معه في اليوم السابق كان صدفة نادرة الحدوث. لكنه فكّر قائلاً: “لا بأس، لا زال أمامي فرصة أخرى غدًا” واستمرّ الأمر على هذا النحو لعدّة أيام وأسابيع وأشهر.
فأهمل بذلك حقله، وبقي مستلقيًا بانتظار اصطدام الأرنب. ممّا أدى إلى نموّ الأعشاب الضارّة في الحقل وفساد المحاصيل. وتضوّر المزارع جوعًا في نهاية المطاف، لأنه لم يجد ما يأكله، ولم يتمكّن من اصطياد أيّ أرنب.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك مِن العَجْز، والكَسَل”

كان هناك نجارا يعمل لسنوات طويلة لدى مقاول في بناء المنازل. و لأنه كبر في السن بدأ يشعر بالتعب فقرر ذلك النجار أن يتقاعد من عمله ليعيش حياة أكثر راحة مع زوجته وعائلته. وبالفعل أبلغ المقاول عن نيته لمغادرة أعمال بناء المنازل. شعر المقاول بالضيق قليلاً لأن نجاره الجيد ذو الخبرة الطويلة سيترك وظيفته، لكنه وافق واشترط على النجار أن يبني له آخر منزل ومن ثم يغادر العمل. ومن دافع الخجل وافق النجار على طلب المقاول. وعندما بدأ العمل وبناء آخر منزل له، لم يكن النجار يتقن في عمله كما كان في السابق. لجأ إلى صنعة غير متقنة واستخدم مواداً رديئة لبناء آخر منزل في حياته المهنية. كانت طريقة مؤسفة لإنهاء مسيرته.

عندما انتهى النجار من المنزل وجاء المقاول لتفقد المنزل، نظر المقاول حول المنزل وقبل أن يخرج من المنزل بقليل سلم مفتاح الباب الأمامي للنجار وقال له: “هذا هو منزلك ، هديتي لك”. كانت هذه مفاجأة كبيرة للنجار. على الرغم من أنه كان من المفترض أن تكون مفاجأة جيدة ، إلا أنه لم يكن على ما يرام لأنه شعر بخجل عميق بداخله. فلو كان يعلم أنه يبني منزله الخاص ، لكان قد فعل كل شيء بطريقة أفضل.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه